طباعة

_مرام عطية | سوريا

 

أميرتانِ من أسرةِ النَّخيلِ ، على خطوهما تعشبُ دروبُ القفرُ ، ويزهرُ الخريفُ على شرفتي ، تعشقهما سنونواتُ الدارِ ، و يعاكسهما قرنفلٌ مشاغبٌ من مملكتي ، بغيابهما يذيلُ الجمالُ و تبكي حسانُ الليلكُ في الوهادِ ، أميرتان تزرعُ أنفاسهما مشاتلَ الورد والحبقِ في غرفتي ، كغادتين تسكنانِ أبراجَ عينيَّ ،

و كطفلتين تتمرجحانِ بشغفٍ على أغصانِ قلبي، كشجرتي ليمونٍ تسبحانِ  في بحرِ النضارة ، تتهاديانِ كغزالتين كلَّ صباحٍ على كتفِ الرُّبا فتسرحانِ بالرهافةِ شعرَ النسيمِ ، وتسكبانِ مذاق البرتقالِ في صدري ، ماأحيلاهما واحتين تقرُّ بقربهما أحداقي ، وتهدأُ ثورتي ! تبسمانِ فتهدلُ الحمائمُ ، تضحكانِ فتشدو الكمنجاتُ ، و تغرِّدُ البلابلُ في فناءِ منزلي ، لاأدري كيفَ دارَ الزمان ، أو كيفَ قطفهما الغيابُ منِّي ؟

أمومتي لا تقبَلُ اعتذارهُ اللامنطقي باقترابِ فصلِ العلمِ تارةً وطقوسِ الدراسةِ الجامعيةِ  ودروبِ السعي تارةً أخرى ، و هل تقبلُ الأمومةُ قوانينَ النوى و حكمَ  الشتاء العاتي  ؟!

ماأقسى مناجلَ البعدِ! وما أوجعَ أشواكَ الحرمانِ ! لاتبالي بجراحِ الشَّوقِ  وسيول الَّلهفةِ  ، لله ماأمضى سيفَ القلقِ ! يخترق أفئدة أكبادنا رغم الكثير من خنادقِ القناعةِ و أنهار الدفءِ .

بغيابهما ترحلُ جزرُ الألقِ ، وتغيبُ نجومُ القتنةِ عن أقاليمي ، مساحاتُ الدَّهشةِ  تضيفُ ، تجفُّ سواقي الخصبُ بين ضلوعي  ، يشحبُ الأفقُ ، وتهاجرُ أقطارُ الفرحِ من مداراتي ، جوقةُ الكنارِي الطربِ تتوارى عن أشجارِ الصنوبرِ والبلوطِ و تنتظرهما لتحتفلَ بمهرجان اللقاءِ . لو يرقُّ قلبُ الزمانُ فلا يفصلُ الأوراقَ عن الغصونِ ،  والأهدابَ عن العيون ، فلا يحرم الأبناءَ دفءَ الآباءِ ،  أو يرحمُ ، فأستطيلُ غيمةَ رعايةٍ من دفءٍ وحنانٍ أطوي المسافاتِ ، أقلِّمُ أظفارَ الرعبِ،  أرفو ثقوبَ الأماني ، أشدُّ أزرَ الضعفاء  ،أو أهدبُ حقلَ قمح في يبابِ الأيام ، فأضمَّ خرافي إليَّ  أحاربُ جرادَ الأسى ،  وأنتصرُ للطفولةِ .

أيتها اليمامتان  ، حرستكما السَّماءُ منارتينِ لعمري  في ليالي الظلام ، وأدامتكما خميلتي فرحٍ وسلامٍ .

________

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link:  https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الأحد, 18 تشرين2/نوفمبر 2018

وسائط